الأحلام هنا رخيصة ..
نتاجر بها كلفافات التبغ ..
نادراً ما نجد أحداً يشتري بكثرة ..
والموت هنا ثمين ..
نعيش في عالم يملئه الصخب ..
يوماً ننعم براحةٍ ..
وألفاً نختبيء في ملاجئنا هربا من صوت الموت ..
حتى الأمل يهرب خوفا من أن يفقد
كل شيء يحمله من مستحيل ..
والدفء يرحل تاركا لنا البرد والخوف
في ملاجئنا البالية الجدران ..
من هنا تقطر دماً ، ومن هناك يتسرب غازاً متشبعا بالموت ..
كل شيء هنا يدعو للصراخ ..
حتى الصراخ حبسناه داخلنا ..
خشية من أن يفضح أمرنا ، ونعدم خلف أسوار أحلامنا
برصاص يغلفه الحقد و ..{ الكثير من مرحهم
.
.
حينما انتهوا من لعبتهم القذرة ، جبنا في شوارعنا نتفقد ملامحها ..
وجدنا كل شيء محترقاً ..
..[ المنازل .. المحالات .. المتاجر .. المدارس .. المستشفيات ، حتى الأسوار والاسفلتات والمتنزهات ]..
ما ذنب كل هذا ..!!
لا تدري ولا ندري .. بل هم يدرون ..{ مجرد رفاهية ونزهة لا أكثر }..
الأطفال أعدموا في حضرة الأمل باكيا متوجعا ..
والناس قتلوا ..
والشيوخ أيضا قتلوا ..
والرجال هنا كينابيع الثورة ..
بعضهم حمل بندقيته بكفه وروحه بالكفه الأخرى وأسرع في لقاء الشهادة ..
والبعض الآخر فضل الموت بين أطفاله ..
ومن تبقى ، مات حسرة على وطنه المتلاشي مبعثراً أشلاء هنا وهناك ..
أين أبناء جلدتنا ..!!
هل حكموا علينا بالاعدام معهم ؟؟!
إذاً .. لهم ما أجبروا عليه .. فهناك يوماً للشمس لن تزول ..}